لماذا لا يفكر
الملحد العربي تفكيرا نقديا في ما ينقله من أفكار غربية؟
لماذا يتلقى الفلسفة الغربية بحس التقليد، بينما يشتد هيجان النقد بداخله تجاه معتقد وتراث وقيم أمته فقط؟
إن هذا الموقف "الذليل " أمام فكر الآخر لا يدل على نضج فكري ، بل يعكس عقدة ومرضا نفسيا أشبه ما يكون بالمراهقة الفكرية التي تدل نفسيا على إرادة "تجاوز الأب" أو "قتله " بتعبير علماء النفس؟
وإلا لكان اشتغال النقد ديدنه وعادته تجاه كل معطى لقد تابعت بعض موضوعات الزملاء الللادينين في أحد المنتديات الإلحادية فلاحظت موقفا عجيبا ، إذا لما يطرح أي موضوع تحضر فيه نظرية من النظريات الفلسفية تجدها تتلقى باحتفاء بالغ، دون مراجعة ولا تفكير. وأحيانا يحتفى الملحد في ذات الموضوع بفكرتين متناقضتين، أو تنتميان الى فلسفتين متعارضتين تمام التعارض. ولا ينتبه الملحد لهذا التناقض فتجده يحتفي بهما ويؤسس مداخلته عليهما معا، حاسبا أنه يبني موقفا ويؤسس فكرة، بينما هو يعجن خليطا ينفي بعضه بعضا.
وتغليطا لنفسه ولقارئه يحرص على التغميض في الأسلوب، حتى لا يفصح فينكشف مستوى فهمه.
هل سبب احتفاء الملحد العربي بما يقرأ من ملخصات عن الفكر الغربي راجع لمجرد أنه منطوق فلسفي ، مصاغ بلغة واصطلاحات ، ربما لا يفهمها ؛ لذا تجده معجبا بها ؟
صدق إذن اسبينوزا إذ يقول : "إن الناس يميلون إلى تقدير ما لا يفهمون"
ولنا أن نغير من منطوق عبارته بما يناسب حالة اللاديني أو الملحد العربي فنقول :
"إن اللادينيين العرب يميلون إلى تقدير ما لا يفهمون
0 التعليقات:
إرسال تعليق